الاتحاد الأوروبي يعتمد التأشيرة الإلكترونية الموحدة لشنغن 2025: ثورة رقمية في عالم السفر وتسهيلات غير مسبوقة للمسافرين العرب والمغاربة
الاتحاد الأوروبي يعتمد التأشيرة الإلكترونية الموحدة لشنغن 2025: ثورة رقمية في عالم السفر وتسهيلات غير مسبوقة للمسافرين العرب والمغاربة
في خطوة وُصفت بالتاريخية وبأنها تمثل بداية عصر جديد في حرية التنقل، أعلن الاتحاد الأوروبي رسميًا اعتماد نظام التأشيرة الإلكترونية الموحدة لفضاء شنغن، ابتداءً من سنة 2025، لينتهي بذلك عهد المعاملات الورقية والزيارات المرهقة إلى القنصليات ومراكز التأشيرات.
هذا القرار يُعتبر بمثابة ثورة رقمية في عالم السفر، ليس فقط داخل أوروبا، بل على مستوى العالم بأسره، حيث يهدف إلى تبسيط الإجراءات، تعزيز الأمان، وتحسين تجربة المسافرين من مختلف الدول، خصوصًا من المغرب والدول العربية والإفريقية.
التحول الرقمي يصل إلى تأشيرة شنغن
لطالما شكلت تأشيرة شنغن الحلم الأوروبي الذي يسعى إليه ملايين الأشخاص سنويًا من مختلف بقاع العالم، لما تتيحه من حرية التنقل بين أكثر من 27 دولة أوروبية.
لكن هذا الحلم كان يصطدم في الغالب بجدار من الإجراءات البيروقراطية المعقدة، والمواعيد الطويلة أمام القنصليات، والتكاليف الإضافية التي تفرضها مراكز الوساطة.
اليوم، ومع القرار الرسمي الصادر عن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 7 أكتوبر 2025، يبدأ فصل جديد من هذا الحلم، حيث سيتم الانتقال الكامل إلى نظام التأشيرة الرقمية (eVisa)، لتصبح كل العمليات من التسجيل إلى استلام القرار إلكترونية 100٪.
ما هي التأشيرة الإلكترونية الموحدة لشنغن؟
التأشيرة الإلكترونية الموحدة لشنغن هي نظام رقمي جديد يتيح للمسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي تقديم طلب الحصول على فيزا شنغن بالكامل عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى التنقل نحو القنصليات أو مراكز VFS وTLS وغيرها.
بموجب هذا النظام، سيتم إنشاء منصة أوروبية موحدة، يمكن من خلالها:
- إنشاء حساب إلكتروني شخصي للمستخدم.
- ملء استمارة طلب التأشيرة أونلاين.
- تحميل الوثائق المطلوبة بصيغ رقمية (PDF أو JPG).
- دفع رسوم التأشيرة عبر بطاقة بنكية دولية.
- تتبع حالة الطلب بشكل مباشر عبر البريد الإلكتروني.
وبعد دراسة الطلب، يتم إصدار تأشيرة رقمية موقعة إلكترونيًا ومشفرة برمز QR، تكون مرتبطة بجواز السفر المسجل، دون الحاجة لأي ملصق ورقي أو ختم في الجواز.
لماذا يعتبر القرار ثورياً؟
التحول نحو التأشيرة الإلكترونية ليس مجرد تحديث إداري، بل يمثل قفزة نوعية في فلسفة الهجرة والسفر الأوروبية.
فقد كانت التأشيرة سابقًا تُعامل كإجراء بيروقراطي ثقيل، بينما أصبحت اليوم خدمة رقمية سهلة وسريعة.
من أبرز مميزات النظام الجديد:
- توفير الوقت: لن يحتاج المسافر إلى الانتظار أسابيع للحصول على موعد.
- سهولة التقديم: الطلب يتم عبر الإنترنت من أي مكان في العالم.
- أمان عالٍ: كل البيانات مشفرة ومربوطة مباشرة بجواز السفر.
- تتبع إلكتروني: المسافر يمكنه معرفة حالة طلبه في أي لحظة.
- نهاية عصر الأوراق: لا حاجة لملف ورقي أو توقيع يدوي.
الخلفية القانونية والتقنية للقرار
بدأ التفكير في الرقمنة منذ سنة 2018 عندما أطلقت المفوضية الأوروبية مشروع “التحول الرقمي في إدارة الحدود”.
وفي ماي 2024، وافق البرلمان الأوروبي على النص القانوني الخاص بالتأشيرة الإلكترونية، قبل أن تتم المصادقة النهائية عليه من طرف مجلس الاتحاد الأوروبي في أكتوبر 2025.
هذا المشروع هو نتيجة سنوات من الاختبارات التقنية والتجارب الميدانية في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، فرنسا، وإسبانيا، التي شاركت في تصميم المنصة الجديدة.
الجهات المسؤولة عن النظام الجديد
يُشرف على النظام الرقمي الجديد عدد من المؤسسات الأوروبية الكبرى، أبرزها:
- المفوضية الأوروبية للشؤون الداخلية (DG HOME)
- الوكالة الأوروبية لحماية الحدود (Frontex)
- الوكالة الأوروبية لأنظمة المعلومات (eu-LISA)
- يوروبول (Europol) لمكافحة التزوير والاحتيال.
وستكون كل البيانات محفوظة داخل قاعدة موحدة تُعرف باسم VIS 2.0، وهي النسخة المتطورة من نظام معلومات التأشيرات الأوروبي.
خطوات تقديم طلب تأشيرة شنغن الإلكترونية 2025
فيما يلي الخطوات الرسمية التي سيقوم بها أي مسافر ابتداءً من سنة 2025 لتقديم طلب فيزا شنغن الإلكترونية:
الخطوة 1: إنشاء حساب على المنصة الرسمية
يبدأ المستخدم بإنشاء حساب إلكتروني على الموقع الرسمي الأوروبي، وتأكيده عبر البريد الإلكتروني.
الخطوة 2: ملء استمارة الطلب
يتم ملء استمارة إلكترونية تتضمن معلومات الهوية، الهدف من السفر، مدة الإقامة، وجهة الدخول الأولى، ومعلومات الاتصال.
الخطوة 3: تحميل الوثائق المطلوبة
يُطلب من المتقدم رفع:
- نسخة رقمية من جواز السفر ساري المفعول.
- صورة شخصية حديثة.
- حجز فندقي أو عقد إقامة.
- تأمين سفر يغطي فترة الإقامة.
- تذكرة طيران ذهابًا وإيابًا (اختيارية).
- كشف حساب بنكي يثبت القدرة المالية.
يتم دفع الرسوم عبر بطاقة بنكية دولية أو محفظة إلكترونية معتمدة. السعر لن يتغير كثيرًا مقارنة بالنظام القديم.
الخطوة 5: تتبع حالة الطلب
بعد الإرسال، يتوصل المستخدم برقم تتبع، يمكنه بواسطته الاطلاع على تقدم معالجة طلبه إلى حين صدور القرار النهائي.
تاريخ بدء العمل الرسمي بالنظام الجديد
من المنتظر أن يتم تفعيل التأشيرة الإلكترونية رسمياً في الربع الأول من سنة 2026، أي بعد حوالي 3 أسابيع من نشر القرار في الجريدة الرسمية الأوروبية.
في المرحلة الأولى، سيُطبق النظام فقط على تأشيرات الإقامة القصيرة (أقل من 90 يوماً)، على أن يتم توسيعه تدريجيًا ليشمل:
- تأشيرات الدراسة.
- تأشيرات العمل.
- تأشيرات الإقامة الطويلة.
وستحصل كل دولة عضو على فترة انتقالية تقارب 12 شهرًا لتحديث أنظمتها التقنية وتدريب موظفيها.
من هم المستفيدون من النظام الجديد؟
يشمل النظام الجديد جميع الدول التي تحتاج إلى تأشيرة لدخول فضاء شنغن، ومن بينها:
- المغرب
- الجزائر
- تونس
- مصر
- ليبيا
- وعدد كبير من الدول الإفريقية والعربية والآسيوية.
بمعنى أن المغاربة الراغبين في السفر إلى أوروبا لن يكونوا بحاجة إلى مراكز الوساطة أو الحضور شخصيًا للقنصلية، بل يمكنهم التقديم بأنفسهم من المنزل.
الفوائد الرئيسية للتأشيرة الإلكترونية
- تقليص مدة دراسة الملفات من 30 إلى أقل من 15 يومًا.
- إنهاء ظاهرة الوسطاء والسماسرة.
- الحد من الرفض بسبب أخطاء في الملفات الورقية.
- تقليل التكاليف الناتجة عن المواعيد والتنقل.
- الشفافية في دراسة الطلبات بفضل النظام الموحد.
- إمكانية تقديم الطلب في أي وقت، 24 ساعة على 24.
الأمن ومحاربة التزوير
من أهم دوافع القرار هو محاربة التزوير والاحتيال في ملفات التأشيرات.
ففي النظام القديم، كان من السهل تزوير الوثائق الورقية أو الملصقات داخل الجوازات.
أما الآن، فكل البيانات ستُدمج رقمياً في قاعدة VIS 2.0، ما يسمح بالكشف الفوري عن أي محاولة احتيال.
كما سيتم ربط النظام بـ فرونتكس (Frontex) ويوروبول (Europol) لضمان المراقبة المتكاملة على مستوى الحدود.
مقارنة بين النظام القديم والجديد
| العنصر | النظام القديم | النظام الجديد (التأشيرة الإلكترونية) |
|---|---|---|
| طريقة الإيداع | عبر القنصلية أو مركز خارجي | عبر الإنترنت من المنزل |
| الوثائق | ورقية وموقعة يدويًا | رقمية مرفوعة إلكترونيًا |
| الملصق على الجواز | نعم | لا، تأشيرة رقمية مشفرة |
| مدة دراسة الملف | 15 – 30 يومًا | 7 – 15 يومًا |
| الشفافية والمتابعة | محدودة | عالية عبر المنصة الرسمية |
| الأمان | متوسط | مرتفع جدًا بفضل VIS 2.0 |
ماذا يعني هذا للمغاربة والعرب؟
بالنسبة للمغاربة والعرب، يعتبر هذا القرار تسهيلًا غير مسبوق للحصول على فيزا شنغن.
فبدل الازدحام أمام مكاتب TLS وVFS، سيتمكن المسافر من تقديم طلبه بسهولة من هاتفه أو حاسوبه.
كما أن المنصة الرسمية ستتضمن دعمًا باللغة العربية والفرنسية لتسهيل العملية على المستخدمين من شمال إفريقيا.
ويتوقع أن ترتفع نسبة الطلبات من المغرب بحوالي 20٪ ابتداءً من سنة 2026.
روابط المواقع الرسمية الأوروبية لمتابعة المستجدات
الموقع الرسمي للهجرة الأوروبية:https://home-affairs.ec.europa.eu
الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي:
https://europa.eu
البوابة الرسمية لمعلومات السفر إلى أوروبا:
https://travel-europe.eu
أسئلة شائعة حول التأشيرة الإلكترونية لشنغن 2025
متى يبدأ العمل الرسمي بالتأشيرة الإلكترونية؟
سيبدأ العمل رسميًا في الربع الأول من سنة 2026، بعد فترة انتقالية لكل الدول الأوروبية.
هل يمكن التقديم بدون الذهاب إلى القنصلية؟
نعم، النظام الجديد يُغني تمامًا عن زيارة القنصلية أو مركز التأشيرات.
هل التأشيرة ستكون رقمية فقط؟
نعم، ستكون في شكل ملف إلكتروني يحتوي على رمز QR مرتبط بجواز السفر.
هل السعر سيتغير؟
الرسوم ستبقى تقريبًا نفسها (حوالي 80 يورو للبالغين و40 يورو للأطفال).
هل المغاربة من بين المستفيدين؟
نعم، المغاربة من بين الفئات الأولى التي سيُطبق عليها النظام الإلكتروني لكونهم من أكثر طالبي تأشيرات شنغن.
عصر جديد للسفر إلى أوروبا
إن اعتماد الاتحاد الأوروبي لنظام التأشيرة الإلكترونية الموحدة لشنغن لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل تحولًا استراتيجيًا في إدارة حركة السفر والهجرة.
فمنذ عقود، كان الحصول على فيزا شنغن رمزًا للبيروقراطية الأوروبية، أما اليوم، فقد أصبحت أوروبا أكثر انفتاحًا وذكاءً رقمياً.
هذا القرار يفتح الباب أمام ملايين المسافرين حول العالم — وخاصة المغاربة والعرب — لخوض تجربة جديدة قائمة على الشفافية، السرعة، والأمان.
بكل بساطة، إنها ثورة رقمية في عالم السفر، ستجعل حلم زيارة أوروبا أسهل من أي وقت مضى.
.jpg)